لو كنت عاقلاً لما رسمتها
تلك اللوحة التي علقتها
على جدار عالمك، و أقسمت بحرقة المستيقن أنها الحق، و حين سئلت عن تلك الألوان التي
تزينها ..! أوهمتنا أنها من أصل حسنها... فلا الدهر و لا تطاول الأزمان و لا تقلب الاحوال
يغيرها!!
و من بعد تلك اللحظات،
نذرت نفسك مترجماً لحسنها لكل من تلقاه... و دارت الأيام و أنت أنت صامد تصارع الزمان؛
خوفاً على اليقين من أن يمحى مع بهوت الألوان... فتقلّدت دور المرمم دون أن تلحظك عين
خفية ....
لكن ...أبى الزمان، و
صارع الألوان، فأُدمي الجمال، و تحطم قلب الرسام
فلو كنت عاقلاً يا فنان
..
لعلمت أن العين التي بها
ترمق لوحتك هي منبع الجمال، تلك العين التي أردت ان تجعلها سيداً على ناموس الدنيا..
لو كنت عاقلاً لقدّرت الجمال... لكن ....
دون هجر لناموس الزمان