19‏/02‏/2012

لو كنت عاقلاً لما رسمتها



لو كنت عاقلاً لما رسمتها

تلك اللوحة التي علقتها على جدار عالمك، و أقسمت بحرقة المستيقن أنها الحق، و حين سئلت عن تلك الألوان التي تزينها ..! أوهمتنا أنها من أصل حسنها... فلا الدهر و لا تطاول الأزمان و لا تقلب الاحوال يغيرها!!
و من بعد تلك اللحظات، نذرت نفسك مترجماً لحسنها لكل من تلقاه... و دارت الأيام و أنت أنت صامد تصارع الزمان؛ خوفاً على اليقين من أن يمحى مع بهوت الألوان... فتقلّدت دور المرمم دون أن تلحظك عين خفية ....
لكن ...أبى الزمان، و صارع الألوان، فأُدمي الجمال، و تحطم قلب الرسام
فلو كنت عاقلاً يا فنان ..
لعلمت أن العين التي بها ترمق لوحتك هي منبع الجمال، تلك العين التي أردت ان تجعلها سيداً على ناموس الدنيا..
 لو كنت عاقلاً لقدّرت الجمال... لكن ....
دون هجر لناموس الزمان

16‏/02‏/2012

ضربات تدمي الجراح


ضربات تدمي الجراح

يا ترى كم من مرة في الزمان سيمضي نصب أعيننا ذلك المشهد الذي يلقي على القلب ضربات تدمي الجراح، و يعتصر الفؤاد من سكرات ألمها...

ذلك المشهد العنيف...مشهد تقلب الدنيا و شخوصها...الثوب واحد، و القالب واحد...لكنّ الحشو قد اختلف؛ غيرته عوامل الزمان... فعرّت فيه ما عرّت، و ابقت فيه ما ابقت.

هذا المشهد جد مخيف...أن يشهد الحي الموات ألم كبير...

فالموت مع الأموات رطب على الفؤد، و شهادة الحي لعالم الأموات لهيبه حريق...

حتى تلك الصور المبهرة أنسانا إياها ألم المشهد المريع، تلك الصور كانت قطعة من حياة...كانت فرحة قلب...و جنة روح...

عالم من الشعور بالأمان ..و سعة الأجواء.. و فسحة المكان...

لكنها اختفت...دفنتها أوراق أشجار تساقطت في فصل الخريف، و شققتها قطرات من الأمطار حملتها غيوم الشتاء، أحرقتها شمس صيف حار...
فمضت هباءً يستنجد...لعل أحد يرممها، أو من تحت الركام يخرجها...و من جراحها ينقذها...