عصفورة على ضفاف النهر
عصفورة على ضفاف النهر... جلست و في أحشاء صدرها تربع
الثقل العنيد...
أخمد حسها.. كبل روحها .. بدد سعدها.. أوجع قلبها..
باتت تناجي صمتها بهمسها و دمعها و زفرات حسها.. و من
تلك المآقي.. طرقت دمعة عمق أبواب السماء... فأقبلت بلهفة تلتف حول سرها الساقط من
غيمة توسطت ليل الشتاء... ترفرف كأنها رشفت من حبات غيثها عبق الحياة.. و ألهمت
الكون تعويذة الفرح.. و تراقصت على الأوراق حبات الندى.. لما تألق صوتها بزقزقة
كأنها سنفونية نسجتها من خيوط حبها.. و عنفوان شوقها...
و من غصن لغصن حلقت تروي بخفقة صدرها قصة الرجوع.. و
السر المستريح في دفء ريشها الحاني..
و في غمرة الفرح... و سكرة الفؤاد في حروف كأنها قطر على
صحرائها انهمر..
زفت لها الدنيا ذاك الخبر........
بأنك يا عصفورتي أرخيت للنوم العميق جفونك الحالمة ...
على ضفاف النهر ذاك..
و الآن قد أفاقك القدر...
في ليلة استحال دفؤها برداً قارصاً
تبلد من صعقه الحجر..
فتعلمي يا عصفورتي الحذر... فغصنك لا زال رطباً ولن يقوى
على مآقي يعاودها ألم العبرات و السهر..
11/8/2013م
AM 3:52