ذخيرة من الخناجر خفية
في زاوية من نفوسنا نخفي ذخيرة من الخناجر ... مسنونة
بدقة ... أتقنا صنعها لنقذف بها أول هدف يقابلنا و أضعفه جانباً... نركز شعاع بؤرة
عيوننا على مركز الألم في تلك الضحية .. فكلما كان الألم أعظم .. كلما كانت الرمية
أنجح... و نحوم كراً و فراً في ساحاتها لنبرحها جلداً كلما سمعنا لوطئها حسيسا...
و فضيلة خفية و رثتها الروح و حفظتها في جنباتها تزف في
كل صحوة دعوة لتلك النفوس المستريحة على سرر الحرير بنمارقها المنسوجة من كبر تفنن
بخط الخيال.. و خيلاء ترنحت لتصنع ثوب
الزيف المزركش بالضياع المحتم على رقي تلك النفوس.
أجرت الفضيلة على صفحات الروح حبرها و خطت:: أيا أصل
الطين أيا ضعف البشر ... من ظلمة لظلمات
سرت... فمن ظلمة الأرحام لا بقوتك خرجت.. و لا مع قطرات الندى النقي على
وجه البسيطة حللت.. و ما اشتد عودك و نحو كل حاجة بفضلك سعيت .. و لا بعونك كفكفت
دموع اليأس في عينيك.. و ما من عطاياك صدر بالهم كبل شرحت .. فهل فطنت و تنبهت.. لعلك يوماً التفت بأن تلك الخناجر ذخيرتك ...
فإن لامضائها مضيت فنحو كبرك و عتوك وجهيها.. و سددي رميها ما استطعت ....
و عن ساحات البرية تنحي .. و قولي يا نفس عسى من خطاياك
لا ألقى بلغو لساني ما حذرتِ...